انتهت الحفلة .. وانفض السامر
وعاد كلٌ إلى موقعه ...
لكن الذي لم ينتهي .. هو ذلك الألق المبهر، الذي اشتعلت جذوته من مقر النادي الأدبي بالباحة .. فكانت شعلة وعي كبيرة، أضاءت كل ما حولها، بل وتعدى ضوؤها الأفق، لتعمّ مساحة الوطن السعودي، بل والوطن العربي بأكمله.
نادي الباحة الأدبي، نادٍ مدهش – حقيقة - يفاجئنا قائده المتألق الشاعر الكبير حسن الزهراني بأنشطة فوق العادة، وبفعاليات ملفتة للانتباه "تهندس" الحركة الثقافية والأدبية، وتزيدها ألقًا وعمقًا ومعرفة.
هنا سوف أخصص المساحة لصالح #ملتقى_المسرح_بادبي_الباحه وتبسيط فكرة الملتقى الذي اكتظ بالفعاليات، وورش العمل، والفعاليات المسرحية، والتجارب الممسرحة الجديدة، والنقاشات النقدية المعمقة، وتكريم رموز الوطن الثقافية والمسرحية.
ولعلي لا أذيع سراً إن تحدثت عن بعض العاتبين على ملتقى المسرح بأدبي الباحة، رغبة منهم في المشاركة أو الالتفات لهم، لتأتي أسمائهم ضمن المكرمين، وحقاً فلهم العتبى حتى يرضون، ولعل قربي من النادي الأدبي جعلني أحلل المشهد عن قُرب.
فالملتقى جاء متخمًا بالمناشط لثلاثة أيام، ومما لا شك فيه أن إدارة الملتقيات التي تحتوي ورشًا ومحاور لها انتاج ثقافي مُنتظر، كون المسرح ثقافة أصبحت شبه منعزلة بسبب العقوق الثقافي الذي تعيشه الكوميديا وشلل الدراما، عموماً الواعي يدرك صعوبة إدارة تلك الملتقيات المفصلية على الواقع، فكيف اذا كانت لغة التواصل افتراضية وليست على ارض الواقع، حتماً الامر اصعب جداً جداً .
ولعل نادي الباحة الأدبي قد فتح الباب المغلق، وكان اختيار المكرمين تقديرًا لريادتهم واسهاماتهم الكبيرة للثقافة عمومًا والمسرح خصوصًا، وسيكون هناك مكرمون أخرون في النسخة الثانية القادمة للملتقى العام القادم، كما نرجو من أندية المملكة الاخرى والأندية العربية أن تصعد درج الاعتناء بالمسرح.
قرار رئيس نادي الباحة الأدبي وفريق العمل معه، والاصرار على إعلان لحظة الصفر لإطلاق ملتقى المسرح الأول كان قرارًا مبهرًا .. ورأينا كيف أتيح المجال للحضور الإلكتروني والفعاليات المقامة افتراضياً عبر منصات شبكة الانترنت الافتراضية، وكيف اتسعت مساحة المسرح، من دون تكبد عناء السفر، ومشقة الحضور، فانطلقت البرامج الثقافية والأدبية من دون تردد، ذلك لأن المتلقي لم يعد لديه الصبر أكثر على الفطام من الفعاليات الثقافية.
ويحق لنا أن نهنئ أدبي الباحة بكل رجالاته المخلصين، الذين عملوا وسهروا كثيرًا، كفريق عمل واحد، حتى أخرجوا لنا ملتقى " مفخرة"، ملتقى ناجحًا بكل المقاييس، ملتقى يعكس ما وصل إليه أبناء الوطن من جسارة وشعور بالمسؤولية.
شكرًا أدبي الباحة .. ومباركٌ .. ألف مبارك لكم ذلكم النجاح العظيم، الذي انتزعتموه ببراعة من بين أنياب كورونا.
وختامًا .... كأني الآن أنظر للعديد العديد من المثقفين، وهم يلوحون لكم - من قريب ومن بعيد - تلويحة وداع، ممزوجة بقبلات الحب.
فواز المالحي
رئيس التحرير