"قولوا لمن ذم الديار وعشقه في غربة الاوطان والاسفار
لو ان كل الارض صارت جنة الا دياري بلقع وصحاري
لوددت ان ابقى بها متشبثا في ظل روث آمن في داري
قسما برب البيت عيش آمن خير من الجنات والانهار "
علي الهويريني
وطني ليس كمثله وطن ، كل انسان على وجه الارض يفاخر بوطنه ويشعر نحوه بالانتماء والحنين مهما ابتعد عن اراضيها بحكم العمل والدراسة، الوطن هو امان وحب ، الوطن هو هويتك ومن تكون، الوطن هو مكان يحوي كل مانهتم لامره ، الاهل والاصدقاء والاقارب ، الوطن هو تاريخك منذ ولادتك وحتى وفاتك ، لقد رأينا من خلال مايحدث هذه الايام في شتى اقطار العالم ، من ارتباك وتخبط للدول والحكومات بسبب جائحة كورونا التي عثت الفساد في البلاد والعباد ، وسببت خسائر اقتصادية وبشرية فادحة ، فمن خلال ماشاهدناه في الاخبار ان بعض الدول العظمى اقتصاديا ولديها اقوى المنظومات الصحية قد انهارت وفقدت السيطرة ، فاصبح عدد الاصابات يقدر بمئات الآلاف ، والوفيات تزداد يوما بعد يوم ، مما سبب خسائر اقتصادية وبشرية جمه ، فبعض الدول حاولت تفادي الازمة الاقتصادية ولم تكترث للانسان ،والبعض الآخر استهان بالأمر ولم يأخذه على محمل الجد ولم يستشعر حجم الكارثة التي تلوح في الافق ، الا مملكتنا الحبيبة التي نفاخر بها في السابق ولا زلنا كذلك وخصوصا بعد هذه الازمة ، فقد اثبتت انها هي السقف الآمن والحضن الدافئ لمواطنيها وكل من يعيش على اراضيها بل وحتى لمخالفي نظام الاقامة ، فقد احتضنتهم وقدمت لهم الرعاية الصحية ، ان هذا ليس بالمستغرب لانها مملكة النبل والانسانية ، التي اختارت الانسان اولا ووضعته في مقدمة الاولويات بالرغم من منتقديها في السابق انها تضطهد الانسان وليس له حقوق على اراضيها ، ولكن كما يقال عمرالشمس ماتغطى بمنخال ، لقد وضعت هذه الازمة النقاط على الحروف ليميز الخبيث من الطيب ، فبلادي اتخذت كافة الاحتياطات الضرورية لحماية ابنائها على اراضيها ومن هم في خارج حدود الوطن ، فالوطن كالأم الحانية على اطفالها ،فمما شاهدناه من رعاياها في الخارج انها حجزت لهم افخم الفنادق ومجانا وامنت لهم كل مايحتاجونه في فترة العزل حتى عودتهم لارض الوطن وغيرها الكثير من التدابير الاحتياطية التي ذكرناهاسابقا ، فبلادي ادارت هذه الازمة على اكمل وجه وقللت حجم الخسائر بقدر الامكان ، اما الباقي فهو يقع على عاتقنا جميعا فردا فردا ، لنساهم في ادارة هذه الازمة ببقائنا في منازلنا والتزامنا بالاوامر التي اصدرها ولاة امرنا وفقهم الله لتنقشع عنا هذه الغمه سريعا ،وتعود المياة لمجاريها .
.
.
ليلى سعيد الزهراني
1 ping