تقول ابواب الحكمة ان النقاش في الماضي غباء، او نقصان في العقل، ومضيعة لوقت الحاضر والمستقبل، ولعل الفائدة المستطيلة التي يمكن الجلوس عليها عن الماضي الاستفادة من الاخطاء التي ربما وليس أكيد ان تكون متفقة مع ظروف الوقت والتكون الحياتي الجديد .
يذهب وقت ليس بالقليل من حياة إنسان القبيلة في الحديث عن أمجاد غيره ممن سبقه من الأموات، والبطولات، والمواقع والمعارك إلى اخره من قصص الشجاعة والعروبة والأصالة، وهذه هواية يمارسها المؤرخ او الباحث في التاريخ وايضاً عمل يقوم به من تعتبر هذه المهمة وظيفة ومهمة موجهة له ومطلوبة منه، وكذلك يمكن استثناء من يهدف الى احياء الشيم العربية والاخلاق الكريمة وغرسها في أنفس الأجيل الجديدة .
ولكن .. مؤسف جداً ان يكون التفاخر بالماضي شيء من العصبية والعودة إلى الجاهلية، والتعلق في الماضي البعيد والرقص على الجثث، والبكاء طويلاً على الأطلال، وفي المقابل يكون ذلك الشخص حالم وشاخص عن الواقع ويعيش الوهم، ولا يتحلى بأي صفة من صفات الأبطال التي يبحث عنها ويدونها، وينسى أنه في وقت مختلف تماماً، وان العملة الحجرية لاتشتري له سيارة حديثة وغترة جديدة، والصدمة أنه يتحلى بأسوأ الخصال البشعة البعيدة عن حياة الابطال والاجداد والشيم التي يروي عنها.
إعتراك عجيب في البيوت القديمة، يعيشها أشخاص كل ما اتمناه ان اعيش دقائق في داخل عقولهم لمعرفة ماذا يريدون بالتحديد ، وكيف يمكن ان يبقى ذلك التفكير حبيس انفسهم الهزيلة التي تخاف ان تفارق الحياة في حلم ليلة.
الأجداد والتاريخ والأرث والأرض، وماذا بعد ! .. لا شيء بعد ذلك، ماذا لو نلت كل تلك السابقة، مافائدتك في الحاضر، وماذا سيكون المردود الذي تجنيه في مستقبل الأيام، نزعات جاهلية، إغراق في الماضي بشكل مستميت، بلا هدف او فائدة تعود على النشأ والرجل الحجري نفسه الذي يظن ان تمسكه بالحجر سوف يحوله الى ذهب.
كل ما يتمناه الإنسان المعتدل، ان يتعايش مع جميع البشر بسلام وأمان وأخلاق رفيعة وقناعة بالواقع، وتفكير عميق في بناء المستقبل والعيش بلطف مع الدائرة الإجتماعية التي حوله، وتحقيق مبدأ الإسلام والسلام الداخلي .
فواز المالحي
1 ping