اعتاد المجتمع على وجود ما يريده، فلا يكاد يخطر بباله شيء حتى يمتلكه أو بالأصح يخرج من البيت يشتريه و يعود.
عندما ظهر فايروس كورونا على السطح؛ تغيرت حياة الجميع، وأصبحوا يفعلوا أموراً كثيرة لم يعتادوها، ولم يخطر ببال أحدهم أنه سوف يقوم بها في يومٍ ما. فالمجتمع لا يعرف الحظر، ولماذا نقوم بهِ، لا أعتقد أن هناك موضوع واحد طوال أيام الدراسة قد مر علينا يتحدث عن هذا الأمر.
في أثناء الحظر اكتشفنا أمرًا جديداً، فمجتمعنا لا يعرف (ثقافة الاكتفاء) في المأكل والمشرب والملبس، مجتمع اعتاد على أن كل شيء بين يديه، ولا يختفي من الأسواق، وإن اختفى يبحث عنه فيجده، مجتمع لا يعرف كيف يقلل من هذا، وكيف يستخدم بدائل، وكيف يكتفي بنوع دون الآخر، وكيف يتكيف مع هذا الوضع المؤقت.
مجتمعنا لا يعرف ثقافة الاكتفاء، ولا يريد أن يتعلم، و إذا سلمنا ان هناك قلة قليلة تعلمت ذلك، إلا أنها حينما تتحدث عن هذه الثقافة، يقابلها الجمهور بنظرات الازدراء والتنقص والسخرية، والكثير من الشتائم والتذمر..
لا أعلم لماذا يتوجب على هذا الشخص الواعي المثقف في جوانب حياته، أن يتخفى و يختفي.. ولا يستطيع أن يُظهر نفسه أمام الجميع، ويتحدث بصوتٍ عالِ ويخبرهم أن هناك خلل يجب إصلاحه.
(ثقافة الاكتفاء) لا تأتي بين يومٍ وليلة، بل أراها تنمو وتترعرع في الشخص منذُ صغره حتى يُطبقها.
همسة أمل..
اقرؤوا..تعلموا..تثقفوا.. حتى ينشأ لدينا جيل واعٍ مثقف.
مقال : أمل سعيد
3 pings