ليلى سعيد الزهراني*
لقد لاحظت خلال هذه الفترة انتشار العديد من المقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم، ويتداولها جميع اطياف المجتمع الكبير والصغير ،وبعض هذه المشاهد والاخبار لاتناسب مختلف الاعمار ، من مشاهد عنيفة واخبار لجرائم بشعه وقصص مؤلمة تؤثر نفسيا على متلقيها حتى دون ان يشعر بذلك ،فهي تخزن في العقل الباطن للانسان لتخرج لاحقا على هيئة كوابيس واحلام مزعجة ، وقد تسبب امراضا عضوية لانها تؤثر بشكل مباشر على ضربات القلب والمحتوى الهرموني في الجسم ، وخصوصا اذا كان من يتلقاها شخص رقيق القلب او كبير سن او طفل صغير ،فمنذ عدة ايام شاهدت مقطعا بالرغم من اني لم استطع اكماله حتى النهاية لبشاعته ، وكان لطفل صغير في حوض سباحة ويرتدي عوامة ولكن لم يكن حوله اي رقابة الا كاميرا موجهه على ذلك الحوض ، فانقلب ذلك الطفل راسا على عقب في الماء ،ووثقت تلك الكاميرا اخر لحظات كفاحه من اجل حياته ، انه لمشهد مؤلم وقد تاثرت به حتى يومنا هذا بالرغم من مرور عدة اسابيع فكلما تذكرته اشعر بضيق شديد وحزن على حاله ، وايضا بعض الاخبار التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي من جرائم وحرائق وحالات انتحار كما حدث في مدينة جده الاسبوع الماضي وضجت وسائل التواصل بالاخبار والافكار السلبية فكان احد التعليقات السلبية التي استوقفتني كثيرا عبارة كانت على صورة حارس الملك عبدالعزيز الفغم رحمه الله وصورة اخرى لمحطة قطار الحرمين وكان التعليق المكتوب عليها " سلامات ياجدة صباحك دم وظهرك حريقة " ، ان تداول هذه الاخبار يؤثر نفسيا وصحيا على من يتلقاها ، فتخيل لو انك استيقظت يوما على خبر مفجع او صدمة ، فان ذلك سيلقي بظلال سوداء وكئيبة على بقية يومك ، ولن تكون سعيدا في ذلك اليوم وسنتشر طاقتك السلبية فيمن حولك ، لذلك ينبغي لكل شخص اختيار محتواه جيدا لينشر فقط كل ماهو مفيد ويبعث على السعادة ، وان كان لابد من نشر ذلك الخبر السيئ للتوعية فيجب كتابة عبارة : "فضلا المشهد لايناسب القلوب الضعيفة " تاسيا برسولنا عليه الصلاة والسلام في قوله : بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا " فنشر الايجابية منهج نبوي كريم علينا اتباعه حتى في احلك الظروف لننعم بصحة نفسية جيدة .