الله يرحمك يا عم قينان ، رحلت عنّا وبقيت دموعنا تعدد مآثرك ومناقبك الجَمّة التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله !
يا أطيب وأنبل رجل أنجبته الجنوب ،الموثّق البار للباحة .. فهو نهم بقراءة الموروث وإنتاجه ، رجل عادل حتى مع خصومه !
سخي اليد والكلام ،حسن الطباع شكلا ومخبرا، عشق وطنه من خلال سبر أغوار تاريخ القبائل مؤرخ يشهد له القاصي والداني بموضوعيته.
عم قينان تاريخ طويل مع سِفْر الأعلام غامد وزهران لم يحمل همّا سوى باحته ، وعشقه للجنوب كله بذل الغالي والنفيس وتكبّد أقاصي المدن والقرى ليتأكد من معلومة تاريخية لذا كل كتبه كانت موضوعية شفافية نقيه كـقلبه الطاهر الندي قد أقول :
أنه يرحمه الله علاّمة الجنوب ومؤرخ الباحة
في جِنّة الخلد هو أُمّة في رجل ، ريحان يهبّ نسيم من يلتقي به ، متواضعُ صاحب عطاء متجدد متأصل مطواع مع جميع مجايليه ، الشيوخ والشباب صديق المثقفين ، قدوة المؤرخين ، نِدّ قوي مع الكتّاب ،كلمته تاريخ ، كتابته تجذّر في عمق التراث،أحبّ الباحة فأعطاها من وقته وجهده في جِنّة الخلد بإذن الله ياعم قينان.
هذا العطاء الممتد للـ عم قينان يجعلني تأملا في شيئين :
- تسمية إحدى شوارع الباحة باسمه وهذا ليس غريبا على الإنسان والمثقف صاحب السمو الملكي الأمير حسام وهو من يعشق المثقفين والكتّاب والإعلاميين يحفظه الله
- من صديقي الشاعر حسن الزهراني رئيس أدبي الباحة أن يخصص ضمن فعالياته وأنشطته ندوة كبرى لهذا الرمزالتاريخي والتراثي بالجنوب وبالباحة على وجه الخصوص وهو طلب محبة ووفاء وتقدير للعـ م قينان
عزاؤنا لذويه وأصدقائه وأحبابه في كل مكان من وطننا الشامخ أن يعظّم أجرنا فيه ويسكنه فسيح جناته ، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.
إن العين لـ تدمع وإن القلب لـ يحزن وإنالـ فراقك يا عم قينان لـ محزونون إنا لله وإنا إليه راجعون ..
--
علي بن حسين الزهراني
صحافي بجريدة المدينة