كيف أدخر من الراتب القليل ؟
يواجه الجميع تقريباً مشكلة فيما يتعلق بادخار جزء ولو بسيط جداً من الراتب، ففي حين يعتقد البعض أن الادخار قد لا يتسنى لذوي الرواتب المتدنية بعض الشيء إلا أن هذه المشكلة تواجه ذوي الرواتب المتدنية وذوي الرواتب العالية على حد سواء فغالباً كل ما كان الراتب عالياً كان أسلوب الحياة مختلفاً بشكل يوازي هذه الزيادة في الراتب بحيث تزيد المصاريف في سبيل تلبية متطلبات هذا النمط المعيشي وبالتالي يترتب على ذلك صعوبة كبيرة في تخصيص جزء من الراتب للادخار.
وكأي سلوك مجتمعي آخر، فإن إحياء ثقافة الادخار بين أفراد المجتمع لابد وأن يبدأ بالاسرة، فالاسرة في المجتمع كالخلية في الجسد، وهو ما يستدعي استحداث برامج توعوية مختلفة تعنى بالثقافة المالية وعيا وتخطيطا، في عمل متسق منظم تتكامل فيه منظمات القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي.
ولثقافة الادخار طرق عديدة سوف نذكر بعضاً منها:
قاعدة (20-30-50)
تعتمدُ قاعدة 50-20-30 على إنشاء ميزانيَّة تتوزع على النحو الآتي:
50% للنَّفقات الأساسيَّة: خصّص نصف راتبكَ للاحتياجات الأساسيّة والتي تشتملُ على الفواتير والإيجار أو الرّهن العقاريّ، وقسط السيارة، ومشتريات الطعام، والتأمين، والرّعاية الصحيّة، والحد الأدنى لدفع الدُّيون والمرافق العامة. لكن هذه الفئة لا تشمل بعض الفواتير كتناول الطعام خارج المنزل.
20% للادّخار والاستثمار: مع بداية الشهر، قُمْ باقتطاع 20% من الراتب واستخدمها إمَّا للادّخارِ أو الاستثمار أو لكيلهما معاً تحقيقاً لأهدافك الماليّة، كإيداع مبلغٍ في حساب التَّوفير المصرفي أو سداد بعض الدُّيون. وتذكر أنّ تسديد الحد الأدنى من المُستحقَّات يعدّ جُزءاً من النَّفقات الأساسيَّة التي يجب أن يُغطّيها المبلغ المُخصّص لذلك، وإن أيّ دُيونٍ تقوم بتسديدها بهدف تقليل الفائدة المُستحقَّة على الدفعات مُستقبلاً تشكل جُزءاً من خطتك للادّخار.
30% للنّفقات المرنة والمُتغيّرة: هي المبالغ التي تنفقها على الأشياء التي تجعل حياتك أكثر رفاهية ومُتعة، لكنها تكميليَّة وغير ضروريَّة. كتناول العشاء في المطاعم، وشراء حقيبةٍ جديدة، وشراء تذاكر للأحداث الرياضيّة، والإجازات، وشراء أحدث الأجهزة الإلكترونيّة والاشتراك في باقات الإنترنت فائق السرعة، وشراء مُنتجات غالية الثمن، اقتناء سيارة جديدة بدلاً من مُستعملة.
ومن أبرز الحلول تأتي رؤية المملكة 2030، باستهدافها رفع نسبة ادخار الأسر السعودية من إجمالي الدخل من 6% إلى المعدل العالمي 10%، بغرس ثقافة الادخار في داخل المجتمع وعلى المستوى الفردي أولا.
وختاماً لابد أن تضع خطط واضحة لنقطة البداية والانطلاق بعالم الادخار والاستثمار للوصول الى الامان المالي.
رياض الزهراني
مدرب تنمية بشرية