"بحسب مقال ميدل إيست آي- أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما دول الخليج، من بين المناطق التي يعتبرها العلماء الأسوأ تعرضا لمتغيرات المناخ؛ فدرجات الحرارة في تلك المنطقة من العالم تشهد ارتفاعا مطردا، كما تقل معدلات هطول الأمطار وتشير الدراسة- التي أعدها العلماء- إلى أن فترات الجفاف الطويلة، ويباس التربة، وانبعاثات الغبار؛ زادت بنسبة تصل إلى 70% في كل من السعودية والعراق وسوريا خلال السنوات العشرين الماضية" كما "حذر تقرير استشاري فرنسي من تداعيات التغير المناخي على نشاط شركة النفط السعودية العملاقة «ارامكو » على المدى الطويل، مع زيادة منسوب سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يهدد عددا من مشروعات في بُنيتها التحتية وإنتاجيتها، وقد يصل الحال إلى توقف بعض مشروعاتها" .
الاقتباسات اعلاه تتنبئ بخطورة المستقبل بغض النظر عن مابدأنا نزامنه من ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار. يختلف تفاوت الدول في التعامل مع هذه المشكلة المحدقة بالعالم أجمع، منها من تجاوب معها وبدأ فعليا بإتخاذ إجراءات للحد من مخاطرالمشكلة، ومنها من لم يستشعر بعد وجود المشكلة.
بريطانيا من الدول التي عنيت كثيرا بهذه الازمة، حيث كرست المنظمات والمجتمع والصحفيين والحملات الطلابية والمشاريع الجامعية والبحوث الأكاديمية جهود ضخمة لمكافحة التغير المناخي والتوعية بخطورة الأمر. والحكومة في المقابل تستجيب مثلا قامت بفرض رسوم على الأكياس البلاستيكية لتنبيه المواطنين بأهمية إعادة استخدام الأكياس التي يقتنونها بدلا من شراء الجديد. حتى تلك المستخدمة في أركان الفواكة والخضار،استبدلت بأكياس قماشية مؤخرا في بعض المحلات التجارية. كما أن بعض المحلات تستخدم الأكياس الورقية فقط. هذا على سبيل المثال لا الحصر ناهيك عن استخدام السيارات الكهربائية والدراجات بل وأيضا البدء في تصنيع اللحوم! حيث أن المزارع الحيوانية تبعث غازاتدفيئة من خلال ممارسات إدارة المحاصيل في إنتاج الأعلاف وإدارة الأسمدة.
في المقابل أرى استهلاك مبالغ فيه في البلاستيك لدينا في المطاعم والمحلات التجارية توزع بالمجان وبكميات كبيرة لأن الموزع ببساطة لا يحصل على تعليمات عن تقنين استخدام البلاستيك ولا توفر له بدائل أكثر أمانا على البيئة، والمستهلك يحصل على كميات كبيرة وتوزع بالمجان. من الملام إذا؟ اتسائل عن أثر هذه الانبعاثات الخطيرة الناتجة من تصريف النفايات وادخنة المصانع والبيوت المحمية وغيرها على حاضرنا ومستقبلنا المرهون بأيدي المسؤولين عن هذا الاستخدام المفرط.
يوجد جهود بسيطة تقوم بها المدارس والمشاريع الجامعية لكنها تبقى شكلية، لذلك ندائي الخاص إلى صناع القرار والمسؤولين للحد من الممارسات الصناعية الضارة وتقنين الإستنزاف المبالغ فيه للمواد البلاستيكية. وأيضا ندائي الى الإعلاميين والأكاديميين لمزيد من التركيز على مسببات وعواقب الأزمة المناخية ولفت انتباه المستهلكين بخطورة المشكلة واقتراح بدائل أكثر أمانا على البيئة. عدا ذلك نحن من ندفع ثمن مزيدا من التصحر والاحتباس الحراري والأمراض. وكما أن الإنسان سُخر له كل مافي السموات ومافي الارض إلا أنه في الوقت نفسه خليفة في الأرض وأُمِر باصلاحها، كما حُذر من افسادها. و هذا نوع من الإفساد في الارض فقال تعالى (وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها).
نورة الزهراني
أكاديمية سعودية - باحثة دكتوراه في الإعلام