يقول مارك توين: ( إن مسرح الطفل يعد من أعظم الاختراعات في القرن العشرين إنه أقوى معلم للأخلاق وخير دافع إلى السلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية الإنسان) ولمّا كان النادي الأدبي بمنطقة الباحة يعتزم في نهاية الشهر الجاري عقد الملتقى المسرحي الأول في الباحة مشتملا على ورش تدريبية وتجارب مسرحية وعروض للأطفال ومسرحيات افتراضية وتكريم رموز المسرح السعودي وهي خطوة رائعة يقوم بها النادي في سبيل إيلاء هذا الفن أبو الفنون "المسرح" القيمة التي يستحقها.
وحديثي هنا عن مسرح الطفل الذي يعد نوع من التربية والتعليم والترفيه والإمتاع وتنمية مهارات التفكير لدى الطفل وإثارة معارفه وتطوير خبراته وتوسيع مداركه وتخيلاته.
وبقراءة سريعة عن الإنتاج الذي يقدمه المسرح السعودي عن الطفل، نلحظ إن هذا النتاج لا يتواكب والمشهد الثقافي والحراك الأدبي المتميز الذي نعيشه في هذه الفترة الراهنة وربما يرجع لعدة أسباب: كعدم وجود معاهد متخصصة في المسرح وقيام بعض فروع جمعية الثقافة باستنساخ تجارب الآخرين مما أضعف المعطى المسرحي وقلل العملية الإبداعية، ولو أنفرد كل فرع في مجال مسرحي معين لكان ذلك من وجهة نظري أجدى، ومما نلحظه عدم استفادة وزارة التعليم من الموجودات المسرحية في مدارسها ونعزو ذلك لقلة توفر المختصين لذا يُسند العمل إلى معلمي اللغة العربية ويقدمون بحسب قدراتهم أعمالا اجتهادية، والمدقق للأعمال المسرحية يلحظ الجهد الذي تقوم به فرقة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالطائف ويعود للانسجام القائم بين أعضاء الفريق من مؤلفين وممثلين ومخرجين ومكملي العرض المسرحي، ولا نغفل جهود فرع جمعيتي الثقافة والفنون بالأحساء والشرقية وكذا جهود جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
ولو تفرد كل فرع من فروع جمعيات الثقافة والفنون بنوع من المسرح كالتراجيدي أو الكوميدي أو مسرح العرائس والتجريبي ومسرح الأطفال سيزيد من العطاء ويرفع من قيمة العمل ويحدد الاتجاه ويحقق التكامل والتناغم مع الآخرين.
وحين أركز على مسرح الطفل لأنه يمثل القيمة الأهم لارتباطه بتنمية مهارة التفكير الإبداعي لفئة عمرية مهمة ويشعل فيهم الطلاقة والمرونة والقدرة على تحسس المشكلات مع توليد الأفكار الجديدة.
جمعان الكرت