نفوسنا نقية لا تجيد إغلاق مافي داخلها من المشاعر الصادقة، فهي تدعو باستمرار إلى إنشاء علاقات صداقة وإخاء بين الأرواح المهجورة والمنسية في جهات الأرض!! وهي تحمل دوماً موجات من الحب المتدفق بلا انقطاع - للأمهات والآباء، وللأبناء والأقرباء، وللأصدقاء والجيران وللناس أجمعين - ... !!
هكذا تقول كتاباتنا المُحَررة بجوار صورنا المتأملة والحالمة في سماءها الصافية والمتأنقة وسط ألوانها الزاهية على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي!! وتقول أيضا: أن وجوهنا بريئة ومشرقة ومبتسمة ومحبة لكل الوجود، وأن عقولنا يسكنها التوقد والاشتعال؛ فهي دوماً متفائلة ومحاوِرة ومتسائلة - في رضاها وغضبها وهزائمها وانتصاراتها وآمالها ومآسيها - لايثيرها أو يفزعها أو يستفزها قول المختلف ولا رأي المخالف، تتفهم تناقض الإنسان الذاتي، وتؤمن بتعدد الأفكار والآراء وتنوع الرغبات والتوجهات والبيئات..!! بل إنها - أي عقولنا المنفتحة ونفوسنا الطيبه وقلوبنا الطاهرة والمتعانقة على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي - تستغرب عدم وجود حلول لمآسي الإنسان الكبيرة أو رؤية محايدة لوجهات النظر المغايرة أو فهم عميق لاختلافات البشرية..!!
تلك المعاني السامية المتوهجة في وسائل التواصل الإجتماعي جعلت العالم يطمئن على فضائنا الإفتراضي المقيم في سلام دائم.. ومن ثم يكون سؤال عنوان المقال؛ من منا يحمل الإثم ؟! قد انتفى شرط وجوده، فلسنا معنيين به اليوم بعد أن أصبحنا ولله الحمد أبرياء.. أنقياء.. أصدقاء.. أتقياء.. أوفياء ومسالمين!! ويبقى الشيطان الماكر والمخادع هو المزيف الأكبر والمشكلة الأخطر في هذا الكون، ووحده فقط من يجب أن يحمل الإثم!!