
قلعة الإمام عبدالعزيز ولولا الشمس لما توهج القمر !!
في رداً ارسله الباحث في التاريخ الزميل الصحافي في جريدة الرياض إبراهيم الزهراني الى انباء الباحة قائلاً ” اطلعت على الرد الذي كتبه الأستاذ عبدالحي بن إبراهيم الغبيشي في مقال بعنوان ” قرية كامل دار الحدب” وكان مدخل الأستاذ عبدالحي ما قرأه في صحيفة انباء الباحة حول خبر بعنوان “بلدية المندق توقف تعديات على قلعة الإمام عبدالعزيز -قصر كامل ” وارجع ذلك الى تحقيق كتبته في صحيفة “الرياض” بعنوان “الرياض توثق اضخم واطول قلعة تاريخية تعود للإمام عبدالعزيز” وتناول في نقده انها تعود لكامل ولم يأتي بتفاصيل كامل من هو وفي اي حقبة تاريخية ؟ ولكنه يرى ايضاً انها تعود لبني هلال ! ثم ذكر انها ربما تعود للقرن السابع الهجري .
المؤرخ العسعوس والغبيشي يرون النقوش مجرد خربشات !!
واسهب الباحث الزهراني ” يرى المؤرخ الأستاذ عبدالحي ان تلك النقوش مجرد مخربشات فهو لا يعتمد عليها لوجودها في كثير من القرى وقد اورد هو والأستاذ محمد العسعوس في وقت سابق نقدا في هذه الصحيفة حول تحقيق كتبته بعنوان ” دفين السماء ” و قرية الفهيرة من خلال دعوة قمت بتوجيهها للاكاديميين من المتخصصين لدراسة النقوش التي تحمل سمات الخط الكوفي غير المنقوط قبل الكتابة بالنقط الذي بدأه ابو الأسود الدؤلي والتي كتب بها المصحف الشريف بسمات الخط العثماني الا ان الأساتذة يجمعان انها نقوش ومخربشات ونقوش في كثير من ابنية القرى !! وكأنهم يرون انها لا تستدعي الوقوف عليها ودراستها ومعرفة سماتها الخطية وإن كانت قبل او بعد الإسلام خصوصا وانها بالخط الكوفي غير المنقوط !” .
كما اكد الزهراني انه في الوقع ان تلك النقوش هي بحر من العِلم لا يعرفه الا المتخصصين وليست مجرد مخربشات عابرة بل ان لها قراءات دلالية عميقة ، وقد لاحظت ان الاستاذ عبدالحي لم يقوم بالوقوف ايضا على تلك النقوش الكتابية في قلعة “كامل” كما يعتقد التي تعود بالفعل الى فترة الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وقد وصلت الى الموقع ورافقني الناقد الروائي ا.د معجب الزهراني استاذ علم الجمال والادب الحديث مدير معهد العالم العربي في باريس ، وقال : “ان هذه قلعة وليست مجرد حصن كبقية الحصون المعتادة حيث يجاورها ثكنات عسكرية وقصر مجزأ واضح المعالم” وبدا رايه مخالفا لما ذهب إليه الاستاذ عبدالحي من انها حصن كبقية الحصون المنتشرة في المنطقة ، واتضح من خلال زيارتي للمرة الثانية ان الشخصية التي يحملها النقش واضحة باسم ” احمد ابو الخير” وله شبيه في الاسم إما ان يكون ابنه او اخوه وهو موسى ابو الخير ذكر في حجة قديمة تم تجديدها عام ١٣٤٥ للهجرة وتعود الى الفترة ما بين ١٢٠٠ إلى ١٣٤٥ للهجرة كون الورق الذي كانت تكتب عليه مثل تلك الحجج لا يقاوم الظروف الجوية من حرارة ورطوبة خلافا الى كثرة التداول لبساطة مركباتها فإن المعروف لدينا ان اعمار تلك الوثائق ما بين ٨٠ الى ١٢٠ عاما ويتم تجديدها عدا تلك المخطوطات الوثائقية التي تم تصويرها كمخطوطات دارة الملك عبدالعزيز وغيرها .
وبالتالي فإن الشخصية المنقوشة في الحجر حددت التاريخ ما بين١٢٠٠- ١٣٤٥ للهجرة .
وهذا هو زمن القلعة وليس كما ذكر الأستاذ عبدالحي انها تعود للقرن السابع الهجري او كما يرى انها تعود لبني هلال دون ان يستند على اي مرجع خصوصا وان مسمى بني هلال اصبح ملاذا للهروب ودليلا على عجز الباحث فهو يتعمد في “اسطرة” التاريخ كتلك الاخاديد في قرية الباحث قرية “الحلاة” والتي يتداول قصتها الاهالي انها “اثر قدم ابو زيد الهلالي”! والاخرى “ضربة سيفه” فالتاريخ إذا اسند الى شيء من “الميثولوجيا” فإنه يفقد الدقة ، كما ان الباحث الغبيشي تجاهل اثر ضرب الرصاص على برج القلعة وهو مؤشر حرب يدل على عصر السلاح وربما يستنتج انه من نوع المرت وابو فتيل والقبسون في العهد العثماني ، وبالتالي يترجم له سبب انتشار المقابر انها إثر معارك وليس مرض الطاعون كما يعتقد .
وفيما يتعلق بإنكاره علاقة بخروش بن علاس بوادي الصدر ورسبا وال سرور فعليه ان يجهد نفسه قليلاً ويعود الى المراجع فقد ذكر الباحث المؤرخ الأستاذ محمد بن زياد في كتابه “الامير بخروش – الثائر الفاتك في غزو الأتراك ” صفحة ٣٠ انه حارب الاتراك في كل ما ينتهي اليه امرهم” وله منزل في قرية آل سرور بالقرب من وادي الصدر يسمى بيت مال الحكم وهو على مقربة من تلك القلعة تعود لعهد الامام عبدالعزيز بمسافة لا تتجاوز ثلاثة اكيال! . فكيف يقول الاستاذ عبدالحي انه لا علاقة له بهذه الامكنة؟ .
كما تناولت وثائق دارة الملك عبدالعزيز من خلال عدد كبير من الباحثين ان اولى معارك بخروش كانت في جيش ضخم من قبائل غامد وزهران في وادي الحمى ببادية بني كبير عام ١٢١٨ للهجرة وحينها عينه الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود من خلال عثمان المضايفي قائدا واميرا على زهران من المرجع السابق صفحة ٣٥ حيث امتد حكمه من ذلك التاريخ ١٢١٨ حتى تاريخ قتله حسب والوثيقة رقم (٩) من وثائق الدولة السعودية الاولى المؤرخة في ١٢٣١/٧/٢١
من كتاب الدكتور عبدالرحيم عبدالرحمن.
اما المقابر التي ذكرها فكان ينبغي عليه ان لا يكتفي بقوله قبور ممتدة ويسكت دون ان يتقصى معالمها ومعاينتها لاستقراء الزمن من خلال وضعية نصائب تلك القبور فهي نتيجة حرب وليس كما ذكر انه مرض الطاعون لان الكثير منها مثمرا والقبور المثمّرة عُرفت في عهد بخروش بن علاس في غزو الاتراك نظرا لكثرة القتلى فإن قوم بخروش كما ذكرت المصادر يضعون في القبر الواحد عدد من القتلى ويشار الى اعدادهم بالنصيبة او الحجر بعدد من في القبر وهذا ما كان ينبغي على الباحث وهو ان يشمر عن سواعده وينقب ويقرا ويستقريء من الدلالات والنقوش والخطوط وما تحمله من اسماء ولا يكتفي بقوله إنها مخربشات فقط ويهملها فإن هناك علوما قامت على تلك المخربشات ومنها علم الدلالات “السيميولوجيا” والقراءة التأملية او ما يسمى ” الهرمنيوطيقا” وهناك علم قائم لسمات الخطوط العربية التي تمتد الى العصر الجاهلي وعصر الاسلام .
مصادر :
وقد اعتمدت ايضا على استشارة الاستاذ حسن بن صالح الزهراني من قرية الطرف وهو متخصص تاريخ وليس مؤرخا عابرا ورجح “انها تعود لفترة الامام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية” .
فقلت هو عهد الطغيان العثماني وان بخروش بن علاس سار بامر الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وبتوجيهاته فلولا الشمس لما تجلي لنا القمر .ولولا الله ثم الامام عبدالعزيز لما ظهر القادة مثل بخروش وطامي بن شعيب وعثمان المضايفي وغيرهم من الابطال حيث كان المدد بالسلاح والرجال قائما من الامام عبدالعزيز ، وبالتالي فإن الامام هو المحرك لتلك الجيوش والداعم لها والقلعة تعود لفترة حكمة وعلى الباحث ان يعود الى وثائق دارة الملك عبدالعزيز والى المراجع وان لا يعلق ما اشكل عليه الى اساطير بني هلال الممتدة من بلاد المغرب الى الرافدين الى الجزيرة العربية وليبيا وغيرها من البلدان .