رحله في رحاب الله
يقول الشاعر احمد شوقي: يا كعبة العلم في الإسلام من قدم لا يزعجنّك إعصار الأباطيل إن كان قومك قد جاروا عليك وقد جاءوا لهدمك في جيش الزغاليل فقد مضت سننة العادين إذا حصروا ال بيت الحرام فردّوا كالهماليل الله أرسل طيراً بين أرجلها قنابل الصخر ترمى صاحب الفيل للدّين والبيت رب لا يقاومه حمر الثياب ولا سود الأساطيل
لقد اعتدت منذ طفولتي انه بعد كل فترة نزور بيت الله الحرام لاداء مناسك العمرة ، وفي كل زيارة ارى التطورات والتغيرات وزيادة جودة الخدمة لزوار بيت الله الحرام وارى وانا اتنقل بين ارجاء الحرم فخامة البناء وعظمته وترامي اطرافه ، والاحظ الاهتمام بكافة التفاصيل البسيطة في جميع انحائه الشاسعة ،ومما شدني ايضا الاهتمام بالنظافة العامة لجميع مرافق الحرم وليست مجرد نظافة عادية بل تعقيم وتعطير لاعلى المستويات ، فبينما تتنقل في انحاء بيت الله لاتشم سوى اروع العطور والبخور ومن اجود الانواع ، فلو انهم اهملوا او تساهلو بعامل النظافة وعلى هذه الحشود بالملايين طوال العام تخيل عزيزي القارئ ماسيحدث ؟؟ وهذا ان دل فهو انما يدل على تفاني وامانة من يقوم على خدمة بيت الله الحرام واشيد وافاخر بالجهود المبذولة لجميع القائمين على خدمة اطهر بقاع الارض ، فحين تطأ اقدامي على اول بلاطة في هذا الكيان الطاهر ،يتملكني شعور بالانتماء والطمأنينة ، واشعر وكاني جزء صغير جدا من عالم كبير ، فانت ترى جميع اجناس البشر من حولك ، العربي والعجمي، الابيضوالاسمر ، كلهم سواسية في دين الله ويرتدون لونا موحدا ومجتمعون لهدف واحد وتحت راية واحدة وهي شهادة ان لا اله الا الله ، عندما تتامل في هذه الفكرة تشعر بالغبطة والسرور وانك محظوظ لانك ولدت في بلد الاسلام وعلى دينة ، وفي شهر رمضان يجتمع الناس من شتى بقاع الدنيا على هذه البقعة الطاهرة يرجون رحمة الله ويبتغون رضوانه ، ومما لاحظته ايضا خلال زياراتي جهود رجال الامن العظماء ، فحين اراهم يحاولون ادارة الدفه وتنظيم حركة هذا الفوج الهائل من البشر باقصى مايستطيعونه ، ويتفانون في خدمة الضعفاء منهم ، اشعر ان هذا البلد بلد عظيم لان ابنائه تربوا على الوفاء والكرم والنخوة والشهامة فلا استغرب ابدا مايقدمه رجال الامن لزوار بيت الله الحرام ويقدمون اقصى مايستطيعون لراحة الحجاج والمعتمرين وخصوصا في مواسم الحج والعمرة ، ادعو الله من صميم قلبي ان يديم على بلادي نعمة الامن والامان ويوفق مليكنا ووالدنا الذي لقب نفسه ب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن سبقوه رحمهم الله جميعا لتفانيهم وتطويرهم للمقدسات في ارض الحرمين الشريفين للخير والتقوى ويقوي رجال امننا والساهرون على حمايتنا ونحن ننام ملئ جفوننا مطمئنين وان يحفظ الله هذه البلاد الطيبة بدعوة سيدنا ابراهيم عليه السلام في كتاب الله الكريم في سورة البقرة قال تعالى :" إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًاآمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ...." الى اخر الاية (126).
كتبتها : ليلى سعيد الزهراني