يطل عيد الفطر المبارك بعد أيام قليلة بالبهجة والفرحة في ظروف استثنائية ومرحلة فارقة من تاريخ البشرية عنوانها الحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية من الجميع لأجل الجميع للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".العيد منحةٌ ربانيةٌ كي يشعر فيه المؤمنون بأنهم أدوا العبادات وفازوا برضى الله تعالى، ففيه يرتدي الناس أجمل الثياب، ويجتهدون في إظهار طريقة للتعبير عن فرحهم، سواء كانوا كباراً أم صغاراً، فإظهار الفرح في العيد سنةٌ نبويّةٌ مطهّرة، يجب على الجميع الالتزام بهاو يجب أن لا تغطى الجائحة على فرحة العيد علينا أن نحيي مظاهر العيد كالأعياد السابقة.
علينا أن نبتهج بالعيد وجمالياته كتزيين الشوارع وأعمدة الأناره وجعل شاشات العرض الإلكترونية تحمل عبارات العيد الجميلة التي اعتدنا عليها ،مظاهر العيد ستبقي كما هي حتى مع منع حظر التجول ،نحن ولله الحمد في دوله جعلت المواطن من أولى أولياتهم ووفرت جميع سبل الرفاهية وفرت العديد من التطبيقات التي تساعد على العمل من المنزل وتسهل الاتصال المباشر حيث صممت هذة التطبيقات كأنظمة تسمح بالدردشة والأجتماعات الأفتراضية العائلية وتبادل التهنئة بالعيد وتبقي( العيدية) تقليداً اجتماعياً محبب للجميع.
ويمكن تبادل العيديات عن طريق الحوالات البنكيه ،نعم سنفقد صباح العيد الأجتماعات والفطور الإجتماعي ولكن علينا أن نعلم أن دولتنا تدير أزمة كورونا بأقتدار حيث فرضت قبل أيام منع التجول الكامل خلال أيام العيد (الفترة من (٣٠ رمضان وحتى ٤شوال) ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من تفشي الفيروس ويجب علينا كمواطنون وعاشقون لهذا الوطن الأخذ بعين الاعتبار الإرشادات والنصائح الطبية التي تبثها وزارة الصحة باعتبارها واجباً شرعياً وضرورة حياتية والتزاماً وطنياً ،يظن البعض أن العيد قد فقد بريقه في ظل جائحة كورونا ونقول أن فرحة العيد باقية رغم الأحترازات الوقائية وأولى فرحات العيد هى صلاة العيد وهى سنة مؤكده قال تعالى (فصل لربك وأنحر) وقد شرعت إظهارًا للسُّرور بما تمَّ قبلهُما من عبادة الصوم ثم التكبير ((وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) وعلينا أن نستغل الوقت في التكبير.
قال تعالى (فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب) ويستحب إظهار الزينة بالتطيب ولبس احسن الثياب لمن قدر على شئ من ذلك وأن تؤدى في المنزل بصفتها التي عليها وأن تؤدى جماعه مع أفراد الأسره وفي ذلك تعويد الأسره على الصلاه جماعه ،فرحة العيد نراها في محيا الأطفال وكبار السن اكثر من الفئات العمرية الأخرى ففرحة العيد في وجوه الأطفال لا تعدلها فرحة فالألعاب هى من ترسم البهجة في قلوب الأطفال على أن يراعى فيها أشتراطات السلامة قبل شرائها وأن تتناسب مع عمر الطفل كما أن كبار السن لا يستطيعون قضاء احتياجاتهم عن طريق المواقع الإلكترونية فوجب علينا أن لا ننسي هذة الفئة العمريه على قلوبنا بقضاء احتياجاتهم والمبادرة برد الجميل لهم وتصميم بعض بطاقات التهنئة بأسمائهم وصورهم وإرسالها لهم خاصة لمن لم يجمعهم العيد هذا العام تحت سقف واحد وأن نتبادل التهاني والتبريكات مع الأهل والأقارب والأصدقاء .
حيث تعتبر هذه الفترة كافيه لتبادل التهاني بالعيد السعيد نظرا لبقائنا اكبر وقت في منازلنا بعكس الأعوام السابقة التي قد لا يسعفنا الوقت نظرا للأجتماعات العائلية وظروف السفر . وحفاظاً على سلامتكم يرجى الامتناع عن الزيارات العائلية في العيد ،فالمواطن السعودي على قدر المسؤولية، وقدم صورة مشرفة في التقيد بالإجراءات الوقائية والتكاتف مع الحكومة في جميع القرارات التي تم اتخاذها، ونحن على ثقة باستمرار هذا التعاون وتقيد المواطنين والمقيمين بالإجراءات الوقائية خلال فترة العيد ونحن على يقين أن يكون هذا العيد عيداً استثنائياً يحمل في طياته العديد من الإيجابيات التي قد نعتمد عليها مستقبلاً.
دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ
نسأل الله الكريم أن يزيل هذه الغمه على الأمة وأن يعيده علينا وعلى الأمه العربية والإسلامية بوافر الصحه والعافية وكل عام وأنتم بخير.
حمده محمد العمري