الإعلامي المتخصص والإعلاني المتطفل
لا يعاب المرء إلا بفقده للرجوله وقبح لسانه ودناءة أخلاقه، وأن يكبر في العمر فهذا شي إجباري، ولكن أن يكبر في العقل فهذا شي اختياري، وقد تعجبنا الأجسام والأشكال، لكن قد يصدمنا الجهل وصغر العقل ومرض القلب.
الأخلاق، والأدب، والاحترام، لا تباع ولا تشترى بل هي طابع في قلب من تربى عليها، يحاول بعض (الإعلانيين) أن يخفي ماضيه وحقيقته ولكنها مع الأيام تظهر علامات على سلوكه تكشف معدنه وتربيته وأخلاقه، لا تتوقع أن شجرة الزقوم تثمر التفاح حاول أن تعرف أخلاق وقيم الأشخاص وماضيهم كي لا يصدمك المستقبل منهم.
فالإعلامي المميز والمبدع والمثقف والمتخصص يبدأ بإصلاح أخلاقه فإنّها أول الطريق، ثم يبدأ في صناعة وفن المحتوى الإعلامي.
لقب الكثير نفسه بلقب (إعلامي)و(إعلامية) وهم لا ليسو متخصصين ولا مؤهلين بهذه المهنه ولا تنطبق عليهم هذه الألقاب لم يصدر لهم من جهات ثقافية رسمية أو أكاديمية متخصصة بعد دراسة وشهادة معتمدة، ومسمى (إعلانيين أو طبلولي) هو الأقرب لهم، أخلاقيات مهنة الإعلام والإتصال تتبرأ منهم، لديهم نقص بالتأهيل الإعلامي والإتصال، ولا يفرقون بين الخبر والإعلان، ويفتقدون الرقابة الذاتية وميثاق شرف المهنة.
وبعض الإعلاميين أقحم لقب (الدكتور) قبل أسمه والجميع يعرف ان شهادة الدكتورة من دكاكين (هلكوني) وغير معترف بها، مثله مثل من يحلف بالكذب على كل كلمة يقولها، أو يحلف بالطلاق على كل سالفه يتكلم بها ويقول صدقوني ..!!
بعض (الإعلانيين) المتطفلين على مهنة وصناعة الإعلام والإتصال يعانون من نقص حاد وخلل في أنفسهم بدأ رحلته (الإعلانية) بإمام على المنابر يتصنع الدين والمبادئ والقيم ولا مشت معه، وغير الاتجاه وتوجه من أمام على المنبر إلى (إعلاني) بمسجله وكيمرته حتى صار يغرد بأغاني أم كلثوم، طبطب ليّس يطلع كويس بتع كله.
وبعض (الإعلانيين) اشغل نفسه بالشهادات والدروع والإنجازات والصور مع المسؤلين، وكثير من النساء يحصلون على الشهادات والدروع والإنجازات والمناصب العليا ويتصورون مع المسؤلين وقد يتميزون ويبدعون أفضل من بعض (الإعلانيين) ولا يهايطون في وسائل التواصل ولا المجالس ولا الاستراحات، الله جملهم بالعقل والرزانه والحكمة والصدق في القول والعمل، وكل شيء ممكن يوصل له المرء إلا الرجوله ! .
فالإعلام هو السلطة الرابعة، والإعلام وهو رسالة شريفه ومنبر للصدق والأمانة، والاعلامي الحقيقي هو من يجعل نفسه أنموذجاً بالصفات الحميدة في طرح القضايا المتنوعة والمختلفة، يتميز بسمات ثقافية وخلقية وشخصية وعملية، وعلى قدر عالي من التوازن، بعيدًا عن الشخصنة والتهريج والثرثرة. (والإعلاني) فنقري بُؤ، يعمل بدون ضمير، وهدمه أكثر من بنائه، وخطره أكثر من صحته، وسلبياته أكثر من إيجابياته، يبحث عن مصالحه الخاصة.
ونتمنى من هيئة الصحفيين ان تتخذ الإجراءات النظامية لضبط الممارسة الإعلامية وحماية المهنة ممن ينتحلون صفة إعلامي الذين أساؤوا لمهنة وصناعة الإعلام والاتصال بأعمال بعيدة عن رسالته، وحماية المجتمع والمنظمات منهم، وإتاحة الفرصة للمتخصصين من كليات الإعلام والاتصال بجميع التخصصات وتمكينهم بالعمل في المراكز والشؤون الإعلامية والعلاقات العامة والمراسم في القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
.
عبدالعزيز آل هطامر
2021-01-02 9:33 ص
عبدالعزيز آل هطامر
0
10289
Permanent link to this article: https://www.albahanews.info/articles/archives/47719624