لدينا محتوى هائل وجميل وضخم، يستحق الظهور والصناعة الحصيفة، دونما ابرازه بشكل مشوه، ربما يكون مستفز للمتلقى وبذلك تفسد الرسلة الإعلامية، فالمادة المُعرّضة للجمهور والنشر عبارة عن رسالة لها شكل ومرسل جيد او غير جيد ووسيلة ومستقبل، ان فسدت احد أدواتها باتت الرسالة غير نافعة وربما تكون مُضرة وعُرضة لسخرية .
الإدارة الرقمية، لاتعني فقط حسن استخدام الآلة والتبصر الرقمي الذي يمارسه حتى الاطفال في الوقت الراهن، الامر يعود الى الدراية الكاملة بمعطيات الرقمية وقواعد العمل المؤسسي الرقمي سواءً على مستوى الإعلام او الأدارة والعلاقات العامة والإتصال، فلم يكن تخصص العلاقات العامة وفروع كليات الإعلام على سبيل المثال فقط من أجل انتاج نسخة أشخاص يشابههم في المهمة والأداء هواة .
يربى المحترف المتعلم الصغير كان او الكبير بنفسه عن الفوضى، فتظن العجلة الفوضوية انها لم تتعرض لنقد وتلقت المجاملات بالمدح والإشادة، ان ذلك كافي وهو الصحيح، وان تعرض لأي نقد تعامل بأسلوبين كلامهما سيء، اما الاستماته على رد النقد بشراسة وهذا سبب اما ان يكون على حق او على باطل، او رفع سقف التجاهل اعتقاداً ان ذلك اسلوب جيد وان الشجرة المثمرة ترى بالحجارة، والحقيقة ان كل ذلك لو سجل في ورقة صغيرة اعترافات العمل ومحدداته لوجد الحقيقة بنفسه، شريطة ان يشارك الآخرين عقولهم.
كبرك في العمر وارقام السنوات ليس بالضرورة ان ذلك يؤهلك الى الاستذة وان نراعي مشاعرك فقط امام اخطائك الفادحة التي لانريد ان نقولها لك، لأن الامر لايستحق، ولكن مع الوقت يتجرأ المخطئ الى مرحلة الدمار والتخريب دون دراية بذلك وقصد، ظناً منه ان كل شيء يسير في الطريق الصحيح.
التمسك بالمسؤول والتلطف، هذا أمر مشروع وصحي ويحفز المقصر على اداء عمله، ولكن انتبه ان يكون جُل عملك الإعلامي بإشراف رأي مسؤول ليس له علاقة بصناعة وتركيب الخبر، ويحفزك بأنك تعمل بشكل صحيح، هو يضر نفسه ومؤسسته ويضرك ويضر المجتمع ويساهم في توليد محتوى سيء وبشع غير صالح للنشر.
الخبر الذي بلا خبر، سوف اكتب بعد خمس كلمات خبراً غير مفهوم ولكنه هذا الذي يحدث : ( استقبل سعادة السعادة صاحب السعادة وتبادل الطرفين الحديث ومناقشة اعمال عمل صاحب السعادة ، واثنى سعادته على صاحب السعادة، وتسلم صاحب السعادة من سعادته تقريراً ، وحضر معهم مدير السكرتير والمساعد وموظف الصادر والوارد، والفراش وصحبه الكرام) .. ياللهول هذا هذا خبر ام قصة تعظيم وحصة لتعبير والإنشاء. هنا أنموذج بشع صنعه صاحب السعادة وغرسه في دون علمه في ذلك المُستخدم البسيط الذي يريد أن يعيش على فتات اصحاب السعادة بأي حال. الحديث هنا واسع جداً ولعل الدارس في كلية الاعلام قسم الصحافة يستطيع ان يقرأ لنا من ملخصاته الدراسية بعض الفنون التي تهتم بما يسمى بصناعة الخبر، وهناك مادة اذكرها في كلية الاعلام ( الخبر في العلاقات العامة ) والكثير الكثير لمن يريد التعلم .
"المغالطات المنطقية، حتى ولو كانت كل المعطيات صحيحة فمن الممكن للحجة أن تكون غير سليمة"، طريقة تفكيرك والاستدلال تختلف عن الآخر، فهمك يختلف عن فهم غيرك، احتياجاتك ومعاييرك مختلفة لذلك لاتقارن ولاتُلح، افكارك السلبية هي طريق بعيد عن اعتبارات الطرف الآخر الذي لم يفكر فيما ذهبت إليه ربما.